كتب : محمودابومسلم.
آخذ في الاندثار نتيجة لمعوقات مختلفة تواجهها. وأبرز هذه المعوقات قلة العائد المادي، فقد أصبحت منتجاتها راكدة، لا سوق لها، خاصة في ظل توفير البديل الذي تنتجه الآلة الحديثة. وبعضها تحوّل إلى سلعة سياحية، ترتبط بالموسم السياحي فقط،.
هذا ما دعا إلى فتح هذا الملف، والوقوف على المشكلات التي تواجهها، والتي قد تؤول في النهاية إلى انقراضها من هذه المهن الخيامية” حرفة الذوق الرفيع حيث كانت البداية في العصرالفاطمي، في حي الغورية يوجد شارع الخيامية مواجهاً لبوابة المتولي الأثرية، ذلك الشارع المتخصص في بيع منتجات الخيامية “او فن صناعة الخيام”، وهي حرفة يدوية، يروي أصحابها أن جذورها تعود إلى أكثر من ألف سنة، وتوارثتها الأجيال حتى الآن فقد نشأت مع بداية الدولة الفاطمية عام 969 ميلادية، حيث كان الشارع نفسه مشهوراً بصناعة الخيام والتطريز والنقش على الأقمشة، حتى إن كسوة الكعبة المشرفة كانت تصنع في هذا الشارع، وتسافرإلى مكّة المكرّمة في موكب مهيب
ومن خلال زيارة لشارع الخيامية، كان الشارع شبه خال، والمحال المتراصة لا يقف أمامها زبائن، وهذا يعكس حالة ركود شديدة تواجه منتجات هذه الحرفة. وفي لقاء مع الخيامي فوزي نونو، أوضح الأخير أن “منتجاتنا كلها من القماش، فمجال عملنا هو الرسم على الأقمشة، وتتنوع بين حقيبة ولوحة، ومفرش سرير أو سجادة صلاة وفراشة الصوانات، التي تستخدم في سرادق المآتم، وفي الأفراح أيضاً، وهذه الأخيرة هي أصل فن الخيامية، ولكن بعد اختراع آلات الطبع على القماش أصبحت تصنع آلياً، فاتجهنا للمنتجات الصغيرة السابق ذكرها، للحفاظ على العمل اليدوي، إلى جانب عملنا في الصوانات بالطباعة”.
وأضاف نونو أن زبائن الشارع غالبيتهم من السياح الأجانب والعرب، حيث تستهويهم الحقائب المنقوشة برسوم فرعونية والخدادية الصغيرة، واللوحات التي تعبّر عن الحياة في مصر القديمة، وتتراوح أسعار هذه المنتجات حسب دقة الرسم والنقوش وحجم القطعة، وتبدأ من 50 جنيهاً، وقد تصل إلى 1000 حسب المجهود المبذول فيها. ويشكو نونو حالة الركود الشديد قائلاً “تمر علينا أسابيع عديدة لا نبيع فيها قطعة واحدة، وذلك لأن معظم السائحين لا يعلمون شيئاً عن هذا الشارع، والعيب في ذلك – برأيه- يرجع إلى عدم اهتمام الحكومة به
فبرغم قربه من خان الخليلي ومنطقة الحسين، فهو لا يلقى الاهتمام نفسه الذي تحظى به هذه المناطق، والذي يأتي بالسياح إلى هنا الشباب الخرتية -الذين يعملون كمرشدين سياحيين بدون تصريح. وعبّر نونو عن قلقه حيال هجر أصحاب الحرفة لها، نظراً إلى العائد المادي الضعيف الذي يجنوه من ورائها، ولفت إلى أن ذلك حدث من قبل، حيث تقلص عدد المحال الموجودة في الشارع إلى 5 أو 6، ولكن عادت مرة أخرى للانتشار
وييشير مجدي الخيامى إلى أن الرواج النسبي لمنتجاتهم يكون في فترة رأس السنة، لأنها موسم سياحي، إلا أن الأعوام الماضية كانت حركة البيع فيها ضعيفة، نظراً إلى قلة عدد السائحين، وهذا الأمر أدى إلى قيام عدد من الخياميين بالعدول عن العمل، وضرب مثل بابنه الذي فضّل أن يسلك طريق آخر بدلاً من توريثه الخيامية، لكي يوفر لقمة العيش – على حد تعبيره فبدل أن يقضى 4 أو 5 أياماً لإنجاز قطعة واحدة، ربما تظل مركونة في المتجر شهوراً، قرر البحث عن مهنة توفر له راتباً مضموناً، وتوقع مجدي أن تنقرض هذه الحرفة في غضون سنوات قليلة، إذا ما استمرت الحال على ما هي عليه
.وبقول احمد الاهوانى ” وشهرة جحا “الاسكافى من بلبيس شرقية أن المشاكل الاقتصاديه في مصر وإرتفاع الاسعار وتغير المناخ السياسي بإستمرار دون وضع خطة لتطوير المشاريع الصغيره والاعمال اليدويه التي كانت توفر فرص كثيره للعمل بدأ يحدث إنحدار في عدد العاملين في مجال الصنعات اليدويه و صناعتهم حتي وصلت الي إنقراض بعض تلك الحرف وتهديد اخري واصبح العاملين في تلك الحرف يعانون كثير من المشاكل دون الالتفات لهم او الاهتمام بهم وبحرفتهم.
«ويقول ياسر دسوقى غنيم صاحب ورشة دوكو سيارات بالجوسق ببلبيس شرقية والذى طالب رئيس الوازراء شريف اسماعيل بضرورة توفير رعاية اجتماعية، وتأمين صحى وعلاجى شامل لأصحاب الحرف والمهن اليدوية، كما لابد من إنجاز العدالة الاجتماعية كما نداينا بة فى ثورينايرعيش حرية عدالة الاجتماعية ويضف مجدا فلابد ان تقوم الدولة فى النظر إلى شئون آلاف العمال الكادحين ومشاكلهم التى تمس «لقمة العيش»، حتى لا يشعر العامل فى الصناعات الصغيرة بأن كرامته مهانة داخل بلده، بسبب السعى لتوفير ما يفى بالاحتياجات الأساسية للمعيشة،
ويقول صابر السمكرى أن من المهن القديمة التي شاعت ودامت حتى الآن صناعة متجات من الصفائح الحديدية الرقيقة ويصنع منها العديد من الأدوات المستخدمة في حينها مثل السراج القديم والفوانيس وبيوت الساعات وسمار الشاي وأوقيات السمن وأباريق الوضوء وأدوات الحجامة وحافظات الصكوك والوثائق وبعض أنواع الحقائب المعدنية وجواريف السكر وغيرها
ويقول احمد دسوقى صاحب ورشة سمكرة السياراتأعمل فى مهنة سمكرة السيارات منذ سنوات طويلة ، حيث أقوم بأعمال الإصلاح التى تجرى على هيكل السيارة الذى تعرض لأضرار وتلفيات من جراء حوادث التصادم، وأغلب زبائننا نعرفهم جيداً منذ زمن بعيد، لكن المشكلة الكبرى أن الدولة لا تهتم بنا فلا يوجد تأمين، أو حماية من مخاطر العمل، ولا معاش يضمن لنا حياة كريمة،
الحرف اليدوية في مصر عديدة ومتنوعة “كــ صناعة الخيام والأرابيسك والنحاس والبلور والفخار والاسكافى والسكمرى وغيرها”، وتقدر بالعشرات، بل تتعدى الـ 100 حرفة، يعمل فيها أكثر من 2 مليون عامل، بعضها.